تعليق من حزب العيش والحرية بشأن مد تغطية شبكات مصر إلى قطاع غزة


لماذا تُعدّ مصر هي المصدر الأكثر ملائمة لتوصيل الاتصالات لغزة؟

مع قطع الاتصالات في قطاع غزة انطلقت العديد من المناشدات التي تطالب السلطات المصرية بتوفير خدمات الاتصالات لقطاع غزة، كما انطلقت مناشدات أخرى تطالب شركة ستارلينك (Starlink) بفتح الخدمة لقطاع غزة، وهو الطلب الذي أبدى إيلون ماسك (مالك الشركة) موافقة أولية تجاهه.

فعليًا، الحل الأكثر نجاعة ومنطقية هو أن يتم توفير خدمة الاتصالات عبر الشركات المصرية تركيب أبراج اتصالات على الحدود بين مصر وقطاع غزة وتُشغّل بالقوة الكافية لتغطية أكبر مساحة ممكنة من القطاع. في المتوسط يُمكن أن تُغطي أبراج الاتصالات من 5 إلى 10 كيلو متر، ومع بعض التطويرات التقنية يُمكن زيادة هذا النطاق. هذا يعني أنه يُمكن لأبراج اتصالات الشركات المصرية أن تُغطي حتى خان يونس. في هذا السياق فإن سكان غزة سيكونوا قادرين على الوصول للاتصالات إما من خلال شرائح مصرية أو من خلال خاصية (التجوال) بواسطة الشرائح الفلسطينية المتوفرة من مجموعة الاتصالات الفلسطينية (Paltel).
في هذه الحالة يُمكن لشركات الاتصالات المصرية استثناء شرائح (بالتل) من دفع الرسوم.

أما بخصوص الاعتماد على الإنترنت الفضائي، سواء المُقدّم من ستارلينك أو أي من الخدمات الشبيهة؛ فإن هذا الحل يحمل عدّة تحديات التي تقف أمام إمكانية الاستفادة منه. وهذا لعدة أسباب أهمها أن الاتصال بالإنترنت الفضائي يحتاج إلى معدات مُخصّصة لذلك، وهذه المعدات غير متوفرة في غزّة، وهذا يعني أنه حتى وإن تم إدخال عدد من المعدات المطلوبة للتشغيل، فلن يكون هناك إمكانية لتغطية مساحة كبيرة من قطاع غزة بخدمة اتصالات فضائية، ذلك بخلاف أنه يُمكن استهداف هذه الأجهزة أثناء القصف.

على الجانب الآخر فإنه من المُرجّح أن تتعرض شركة ستارلنك لضغوط أمريكية بهدف إيقاف تغطية غزة أو على الأقل قصر الاستخدام على الهيئات الإغاثية.

وعلى ذلك، فإن حل تقوية الشبكات المصرية مع إعفاء أي شرائح فلسطينية من أي نوع من أنواع الرسوم هو الحل الأكثر منطقية طبقًا للوضع الحالي.