يدين حزب العيش والحرية (تحت التأسيس) المجزرة التي ارتكبت في حق الدروز السوريين في منطقة السويداء والتي استمرت لأكثر من أربعة أيام. واذ يؤكد الحزب أن جرائم القتل والحرق والنهب والإذلال هذه لم ترتكبها قوات أو عناصر “منفلتة” أو خارجة عن القانون، بل ارتكبتها عناصر منضمة ل”وزارتي الداخلية والدفاع” التابعة لسلطة الجولاني/الشرع. وقد ادعت سلطة الجولاني/الشرع إرسال هذه القوات “لوقف العنف” وحفظ الأمن بعد اشتباكات بين مجموعات مسلحة من الدروز وعشائر البدو. ومع تدخل قوات “الأمن” تحولت الاشتباكات المسلحة إلى حملة انتقامية ضد الدروز تسيدها خطاب طائفي تحريضي. وحتى مع انسحاب قوات الجولاني/الشرع لا يزال وضع الخدمات الطبية في السويداء كارثي ويتطلب إغاثة عاجلة. كما ندين أي أعمال انتقامية مضادة ضد البدو السوريين في منطقة السويداء يرتكبها مسلحون دروز. إن السياق الذي تطلق فيه يد فصائل وميليشيات طائفية وتغيب فيه أي آليات للمحاسبة والعدالة لن يجلب إلا مزيد من الاقتتال الأهلي.
ولا تعد المجزرة البشعة التي شهدناها ضد الدروز استنثناء أو حادثا منفصلا في التاريخ البعيد أو القريب لسلطة الجولاني/الشرع والفصائل التي تتبعه. فمنذ أربعة أشهر فقط ارتكبت هذه الفصائل جرائم مروعة بحق العلويين في منطقة الساحل، لم يحاسب عليها أحد حتى الآن. في السويداء كما في الساحل، مرتكبو الجرائم معروفون والأدلة مصورة اذا أرادت السلطة المحاسبة.
كما يدين الحزب القصف الإسرائيلي على سوريا الذي لا يهدف بالتأكيد إلى حماية الدروز، فإسرائيل لا تحمي ولا تأبه لحياة أو سلامة أي من مواطني المنطقة، ولكنها ترسخ لبلطجتها السافرة أينما وكيفما شاءت وتستثمر في الصراعات الطائفية التي تؤمن لها هدفها في مزيد من تفكك دول المنطقة وبسط قوتها وهيمنتها وتوسع حدودها. وفي ظل مسار التطبيع القائم بين سلطة الجولاني/الشرع ودولة الاحتلال، ينسف القصف الإسرائيلي الجاري أي أوهام حول سيادة السلطة الحالية واستقلال قرارها.
إن الشعب السوري الذي عانى من الاستبداد والإجرام الأسدي على مدار عقود، يعاني الآن من استبداد وإجرام سلطة الأمر الواقع وتهديد مستمر من العدو الصهيوني يستهدف الإبقاء على حالة التفكك الاجتماعي والسياسي. ولأن الشعب السوري يستحق مستقبل أفضل، فلا بديل عن عملية سياسية ومسار انتقالي ديمقراطي يضمن بناء دولة وطنية مدنية لجميع طوائف وقوميات الشعب السوري، وهي مهمة ندرك تماما جسامتها وصعوبتها ولكنها السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل لسوريا. إن نجاح السوريين في هذه المهمة سيكون بلا شك انتصارا لهم ولجميع القوى الديمقراطية في المنطقة وتعزيزا لنضالها ضد الاستبداد والإفقار والطائفية والاستعمار.