ما وراء حرب ترامب التجارية

عقد حزب العيش والحرية (تحت التأسيس) بالتعاون مع موقع «صفر» لقاءً افتراضيًا يوم الأحد ١١ مايو الساعة السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، لمناقشة الإجراءات التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تضمنت زيادات تاريخية في التعريفات الجمركية ضد معظم دول العالم، وخاصة الصين التي نالت النصيب الأكبر منها.

وقد أثارت هذه الإجراءات جدلًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والسياسية، حيث ناقش المشاركون مجموعة من الأسئلة المحورية، من بينها: دوافع الرئيس الأميركي للتخلي عن القواعد الحاكمة لحركة التجارة العالمية التي أرستها الولايات المتحدة لعقود، وما إذا كان ترامب يعبر عن مصالح عامة رأس المال الأميركي أو يمثل مصالح أقلية متنفذة فقط. كما تطرق النقاش إلى ما إذا كانت هذه السياسات تنذر بنهاية حقبة العولمة الليبرالية الجديدة المبنية على حرية حركة البضائع ورؤوس الأموال، أم أنها مجرد تعديلات محدودة في إطار النظام السائد.

وتناول اللقاء أيضًا تساؤلات حول ما إذا كان الصعود الاقتصادي اللافت للصين وغيرها من الدول ذات السياسات التنموية المشابهة يمثل نهاية للانقسام التقليدي بين الشمال والجنوب أو المركز والأطراف، أم أن هذه الاقتصادات ما زالت هشة ولن تصمد أمام تداعيات الحرب التجارية. كما ناقش المشاركون تأثير هذه التطورات على منطقتنا العربية، وإمكانية أن تخلق السياسات الأميركية الجديدة فرصًا لنمو الصناعات التصديرية في دول مثل مصر، أو أن يؤدي الركود في الاقتصاد العالمي إلى مزيد من الأعباء على اقتصاديات المنطقة المثقلة أصلًا بالديون.

وأدار اللقاء عضو حزب العيش والحرية الدكتور عمرو عبد الرحمن، واستضاف النقاش كلًا من أسامة دياب، الباحث في اقتصاديات التنمية وزميل جامعة لوفن ببلجيكا، ووائل جمال، الباحث في الاقتصاد السياسي، حيث قدّما رؤى تحليلية مدعومة بخبراتهما الأكاديمية والميدانية، وتبادلا الحوار مع الحضور حول السيناريوهات المستقبلية للتجارة الدولية وتأثيراتها على البلدان النامية.

يأتي هذا اللقاء في إطار الأنشطة الحوارية المفتوحة التي ينظمها حزب العيش والحرية بالتعاون مع شركاء بحثيين وإعلاميين لتقديم قراءة معمقة للتحولات الاقتصادية والسياسية الكبرى التي يشهدها العالم وانعكاساتها على مصر والمنطقة.