يدين حزب العيش والحرية (تحت التأسيس) بأشد العبارات الهجومَ العسكري الانتقامي الذي شنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي امس على الأراضي اليمنية ومنشآتها الحيوية، مستهدفًا مطار صنعاء وبرج مراقبته، وصالات استقبال ووصول المدنيين، ومحطة كهرباء، ومصنع إسمنت، ومراكز شرطة وطوارئ، بعد استهداف ميناء الحديدة أمس، زاعمًا أنها “تُستخدم من قبل الحوثيين في الصناعات العسكرية”، وذلك في ردٍّ معلن – بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية – على استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصواريخ بعيدة المدى.
الاستهداف الذي أسفر عن ضرر بسيط في شارعٍ مجاوى لمطار بن غوريون.
إن استهداف البنية التحتية الحيوية في اليمن، وفي مقدمتها مطار صنعاء، حيث ينتظر آلاف المرضى للسفر لتلقي العلاج، وميناء الحديدة الذي يُعد شريانًا رئيسيًا للحياة لملايين اليمنيين – ما أسفر عن نزوح آلاف المدنيين القاطنين حول أهداف القصف هربًا من ويلاته – يُعد جريمة حرب وفق كل القوانين والأعراف الدولية، ويكشف عن منطق الاحتلال الذي لا يرى في شعوبنا سوى “أهداف عسكرية محتملة” يُباح قصفها تحت ذرائع “الدفاع عن النفس”.
كما أن التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، والتي تؤكد أن الغارات نُفذت بشكل منفرد من قبل إسرائيل ولكن بـ”تنسيق كامل” مع الولايات المتحدة، تعكس بوضوح حجم الدعم الغربي اللامحدود الذي يحظى به الكيان الصهيوني في عدوانه المستمر على شعوب المنطقة، وتؤكد أن واشنطن ليست فقط شريكة في جرائم غزة، بل داعمة أساسية في توسيع رقعة العدوان لتشمل اليمن ولبنان وسوريا، وربما غيرها.
إن القضية الفلسطينية، ومحاولة سحقها بالقوة والعزل السياسي، ليست سوى بداية خطة أشمل تستهدف إسكات كل صوت مقاوم، في مشروع يهدف إلى سحق كل إمكانية لتغيير جذري أو استقلال حقيقي في منطقتنا. والرد على هذا المشروع لا يكون إلا بتوسيع جبهة النضال الشعبي والسياسي، والالتحام مع نضالات الشعوب من أجل التحرر.
نرفض في حزب العيش والحرية هذا المنطق الاستعماري الذي يُجيز للدول المعتدية تدمير البلدان باسم “الردع”، ونؤكد أن الحق في المقاومة هو حقٌّ أصيل ومشروع في وجه منظومات العنف والاحتلال والإمبريالية.
كما نُحذر من خطورة هذا التصعيد، الذي قد يفتح بابًا لحرب إقليمية أوسع، تدفع فيها شعوب المنطقة الثمن، بينما تتورط أنظمة الحكم في مزيد من التبعية، والصمت، والتواطؤ، وقمع شعوبها. وندعو القوى الوطنية والتقدمية في مصر والمنطقة العربية والعالم إلى الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذا المشروع الاستيطاني المتجدد.