تحية لحراك الطلبة المتضامنين مع فلسطين في الجامعات الأمريكية

يوجه حزب العيش والحرية (تحت التأسيس) التحية لحراك الطلبة المتضامنين مع فلسطين في الجامعات الأمريكية والذين نظموا تظاهرات واحتجاجات على مدار الستة أشهر الماضية تنديدا بحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة والدعم الأمريكي الرسمي لها وصلت إلى اعتصامات في عدد كبير من الجامعات الأمريكية منذ ١٨ ابريل الجاري. ويتبنى الطلاب المعتصمون عدة مطالب من أهمها سحب استثمارات وتعاقدات جامعاتهم مع الشركات الاسرائيلية والدولية المتورطة في جرائم الإبادة والمقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية وهي استراتيجيات تتبناها حركة مقاطعة اسرائيل (BDS). كما شهدت بعض الجامعات في أستراليا وفرنسا وانجلترا احتجاجات واعتصامات في الآونة الأخيرة. تصاعدت موجة الاحتجاجات الطلابية في أمريكا بالأخص بعد أحداث جامعة كولومبيا في ١٨ ابريل عندما استدعت رئيسة الجامعة الشرطة لفض الاعتصام السلمي المؤيد لفلسطين بالقوة وهو ما أدى إلى القبض على أكثر من مائة طالب. بدلا من إخماد الحراك الطلابي، أثارت هذه الأحداث غضب وتضامن واسع من قبل الطلاب والأساتذة والعاملين\ات في العديد من الجامعات في ١٦ ولاية أمريكية. ولا يمكن اعتبار أحداث جامعة كولومبيا المفجرة لهذه الموجة الأخيرة من الاعتصامات أمر استثنائي أو معزول بل هي حلقة من سلسلة محاولات لمنع مظاهر التأييد لفلسطين داخل الجامعات منذ السابع من أكتوبر. وكشف التعامل مع الاعتصامات الطلابية عن المزيد من انحطاط الإدارة الأمريكية وازدواج معاييرها حيث اعتقلت الشرطة أكثر من ٧٠٠ متظاهر سلمي من ١٧ ابريل حتى الآن (تم الإفراج عن العديد منهم) ينما تنصب نفسها حامية للديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في العالم.

ولا يمكننا أن نحيي الاحتجاجات الطلابية في الجامعات المختلفة حول العالم دون الإشارة إلى ضعف الحراك الطلابي في الجامعات المصرية وهو أمر طبيعي في ظل غياب اتحادات وحركات طلابية قوية وممثلة عن الطلبة من ناحية ومواجهة أي تظاهرة في مصر بالاعتقال من ناحية أخرى. إن ضعف الاحتجاجات في الجامعات المصرية نتاج عشر سنوات من تصفية العمل الطلابي بداية من اعتقال الطلاب الناشطين ومحاكمتهم وبعضهم رؤساء اتحادات طلبة منتخبين واقتحام الشرطة للحرم الجامعي للاعتداء على الطلاب والقبض عليهم في بعض الأحداث وصولا لإقرار وزارة التعليم العالي لائحة طلابية عام ٢٠١٧ تبتعد عن آمال الطلاب وتفرغ العمل الطلابي من مضمونه وتتجاهل مشروع اللائحة الذي صاغه طلاب ممثلين عن الاتحادات والحركات الطلابية، كما ألغت اللائحة اتحاد طلاب مصر رغم نشاطه. إن تصفية الحركة الطلابية المصرية أمر مؤسف حيث كان لها باع طويل في النضال الوطني والديمقراطي عموما والتضامن مع القضية الفلسطينية ومناهضة اسرائيل خصوصا. فمن المؤسف أن يتم عزل الحركة الطلابية عن ماضيها النضالي وبتر علاقتها بهذا التاريخ. ليست الجامعة مكان لتلقي المحاضرات فقط ولكنها مساحة لتكوين الوعي السياسي والارتباط بالنضالات الاجتماعية والجماهيرية المختلفة.