لقد ناضل المهندس حسين من خلال انضمامه إلى عدد من التنظيمات اليسارية، كان آخرها حزب العيش والحرية (تحت التأسيس)، حيث لم يتوقف على مدار عقود طويلة عن الانحياز لقضية المساواة والدفاع عن المهمَّشين والمستغَلّين، ودفع ثمن ذلك بالسجن والملاحقة. عرفناه دؤوبًا، بشوشًا، ونموذجًا يُحتذى به في احترام العمل الجماعي، والتواضع، والرفاقية. اهتمّ بقضايا العمال والمواطنة، وشارك في معارك نقابة المهندسين، وأصبح رمزًا من رموز حزبنا واليسار في أسيوط، من خلال رعايته للشباب المنتمي للتيار اليساري التقدّمي في المدينة. كما كان له إسهامٌ مهم في قضايا الصناعة، وخاصة صناعة الألومنيوم، إذ ساعده عمله في مجمع الألومنيوم بنجع حمادي، وانحيازاته الاجتماعية والفكرية، على صياغة ورقة قيّمة للغاية عن صناعة الألومنيوم، أصبحت مرجعًا مهمًّا لكل من يسعى لفهم تحديات الصناعة في مصر ومستقبلها. نودّع المهندس حسين عبد الغفار بعد أسابيع قليلة من وداعنا للمهندس صبري فوزي، من جيلٍ دعم حق العيش والحرية في الوجود، وقدم مثالًا في الانفتاح على الأجيال الجديدة، والعمل الجماعي بصبرٍ ورفاقية. لقد حالفنا الحظ أن نعمل معهم، ونستنير بآرائهم، ونتعلم منهم. علّمنا المهندس حسين الكثير عن الإيثار، واحترام العمل المنظَّم والجماعي، وعن قيمة التواضع والرفاقية في العمل التقدّمي. “نودّعه اليوم، ويبقى أثره وإسهامه وحضوره حيًّا بيننا”.
ينعي حزب العيش والحرية (تحت التأسيس) المناضل المهندس حسين عبد الغفار، صاحب الرصيد الطويل من النضال التقدّمي.

