في الذكرى الخامسة لرحيل سارة حجازي : النور الذي لم ينطفئ

في الثالث عشر من يونيو عام 2020، فقدنا سارة حجازي- الرفيقة والمناضلة والإنسانة التي حملت الحلم بعدالة وحرية لا تُجزّأ، ودافعت عنه حتى الرمق الأخير. نكتب اليوم، ونحن نحاول أن نوفيها بعضًا من حقها، لا كرثاءٍ فقط، بل كتجديد عهد مع ما آمنت به وعاشت له وماتت بسببه.

كانت سارة عضوة في حزب العيش والحرية (تحت التأسيس)، آمنت منذ انضمامها بأن لا عدالة اجتماعية دون عدالة جندرية، ولا حرية لأحد إن لم تكن حرية الجميع مضمونة. كانت صوتًا شجاعًا في زمن الخوف، ووجهًا باسلًا في مواجهة القمع والعنف والتمييز. لم تكن تناضل فقط من أجل حقها في أن تكون نفسها، بل من أجل حق كل من حُرم من أن يكون نفسه.

واجهت سارة سجنًا وتعذيبًا وقهرًا اجتماعيًا وملاحقات سياسية، لأنها رفعت علم قوس قزح في حفل فني. أجبرها القمع على الرحيل عن وطنها، لكن الوطن لم يرحل عنها. ظلت تحلم بعودة عادلة، ببلدٍ يعترف بالجميع، ويحتوي الجميع، ولا ينبذ المختلف.

سارة لم تكن فقط مناضلة اشتراكية وكوريية، بل كانت أيضا رفيقة محبة وإنسانة حنونة وقارئة نهمة وحالمة كبيرة. كتبت في وصيتها: “إلى العالم، كنت قاسيًا إلى حدٍ كبير، لكنني أسامح”. واليوم، بعد مرور خمس سنوات، لا نزال نعيد قراءة كلماتها ونخجل من قسوة العالم، ومن ضعفنا في وجه هذه القسوة.

نرثي سارة اليوم لأن غيابها لا يزال جرحًا مفتوحًا، ولأنها واحدة من ضحايا هذا النظام القمعي الذي لا يزال يطارد المختلفين والمختلفات، ويقمع النساء، ويضطهد المثليين والمثليات والعابرين والعابرات جنسيًا، ويصادر الحق في التنظيم والتعبير والحياة الآمنة.

نجدد العهد لسارة ولكل من ساروا على هذا الطريق: أن نبقى نكمل الحلم.

أن نرفع الصوت، لا الرثاء فقط.

أن نقاوم، لا فقط نحزن.

أن نُراكم خطوات صغيرة نحو ذلك العالم العادل الذي حلمت به سارة، وعاشت وماتت من أجله.

الحرية لكل من سُجن أو نُفي أو كُتم صوته لأنهم فقط “مختلفون”.