دم الفقراء مش رخيص… ولازم نحاسب المسؤول

ببالغ الحزن والأسى، ينعي حزب العيش والحرية (تحت التأسيس) ضحايا حادث التصادم الأليم اللي وقع على الطريق الصحراوي الغربي قرب قرية تونا الجبل بمركز ملوي – محافظة المنيا، واللي أسفر حتى الآن عن وفاة 8 أشخاص وإصابة 25 آخرين، أغلبهم من العمال والعاملات الزراعيين، وبينهم أطفال. وتفيد أنباء متداولة بارتفاع عدد الضحايا إلى 15، معظمهم من الأطفال.

بنتقدم بخالص العزاء لأسر الضحايا، وبنتمنى الشفاء العاجل للمصابين، وبنؤكد إن الجريمة دي مش مجرد حادث عابر، لكنها نتيجة مباشرة لمنظومة متكاملة بتتواطأ على تهميش الفقراء، وبتُنكر حقوق العمال في أبسط أشكال الحماية.

الحادث مش فردي… ده نتيجة لسياسات الإفقار والتهميش، وغياب الحد الأدنى من معايير الأمان والكرامة في قطاع بيشتغل فيه ملايين المصريين والمصريات خارج مظلة الحماية.

وسائل نقل غير آدمية، أطفال بيشتغلوا بدل ما يتعلموا، وساعات عمل طويلة في ظروف مهينة… دي مش حوادث، دي سياسات واضحة بتحكمها مصالح كبار المُلّاك والوسطاء، وبتسندها حكومة بترفض تسمع صوت العمال، وبتشرّع قوانين بتخدم رأس المال.

وجود أطفال في سيارات نقل للعمل الزراعي هو مخالفة صريحة لقانون العمل المصري وللاتفاقيات الدولية، وفضيحة بتعرّي خطاب الدولة عن حماية الطفولة. قانون العمل الجديد نفسه شرعن وجود وكالات تشغيل بتتاجر بالعمالة الرخيصة – بما فيهم الأطفال – وضرب عرض الحيط بكل المواثيق الدولية.

ليه الدولة مصرة تهدر حقوق الفقراء؟ ليه البرلمان ولجنة القوى العاملة بيتجاهلوا أصوات النقابات والعمال في جلسات الاستماع؟ وليه وزارة العمل بترسّخ وكالات التشغيل بدل ما تحمي العامل والعاملة؟!

حزب العيش والحرية (تحت التأسيس) بيجدد مطالبته بـ:

اعتراف رسمي بالعاملات والعمال الزراعيين كفئة مستحقة للحماية الكاملة بموجب قانون العمل.

تفعيل القوانين اللي تلزم أصحاب العمل بوسائل نقل آدمية وآمنة.

حظر فعلي لعمالة الأطفال، وتوفير بدائل تعليمية واقتصادية حقيقية للأسر الفقيرة.

إدماج النوع الاجتماعي في كل سياسات الحماية والسلامة المهنية، خصوصًا في القطاعات غير الرسمية.